ولما لم يردهم كلامه هذا عن غيهم{[38261]} ، سبب عنه قوله مخبراً بتماديهم : { فكذبوه } أي ولم يزدهم شيء من هذه البراهين الساطعة والدلائل القاطعة إلا إدباراً ، وكانوا في آخر المدة على مثل ما كانوا عليه من التكذيب { فنجيناه } أي تنجية عظيمة بما لنا من العظمة الباهرة بسبب امتثاله لأوامرنا وصدق اعتماده علينا { ومن معه } أي من العقلاء وغيرهم{[38262]} { في الفلكِ } كما وعدنا أولياؤنا وجعلنا ذلك آية للعالمين { وجعلناهم } أي على ضعفهم بما لنا من العظمة { خلائف } أي في الأرض بعد من أغرقناهم ، فمن فعل في الطاعة فعلهم كان جديراً بأن نجازيه بما جازيناهم { وأغرقنا } أي بما لنا من كمال العزة { الذين كذبوا } أي مستخفين مستهينين { بآياتنا } كما توعدنا{[38263]} الذين يفترون على الله الكذب .
ولما كان هذا أمراً باهراً يتعظ به من له بصيرة ، سبب عنه أمر أعلى الخلق فهما بنظره إشارة إلى أنه لا يعتبر به حق الاعتبار غيره فقال : { فانظر } وأشار إلى أنه أهل لأن يبحث عن شأنه بأداة الاستفهام ، وزاد الأمر عظمة بذكر الكون فقال : { كيف كان } أي كوناً كان كأنه جبلة{[38264]} { عاقبة } أي آخر أمر{[38265]} { المنذرين* } أي الغريقين في هذا الوصف وهم الذين أنذرتهم الرسل ، فلم يكونوا أهلاً للبشارة لأنهم لم يؤمنوا{[38266]} {[38267]}لنعلم أن من ننذرهم{[38268]} كذلك ، لا ينفع من أردنا شقاوته منهم إنزال آية ولا إيضاح حجة ؛ والتوكل : تعمد جعل الأمر إلى من يدبره{[38269]} للتقدير في تدبيره ؛ والغمة : ضيق الأمر الذي يوجب الحزن ؛ والتولي : الذهاب عن الشيء ؛ والأجر : النفع المستحق بالعمل ؛ والإسلام الاستسلام لأمر الله بطاعته بأنها خير ما يكتسبه العباد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.