تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيۡنَٰهُ وَمَن مَّعَهُۥ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَعَلۡنَٰهُمۡ خَلَـٰٓئِفَ وَأَغۡرَقۡنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَاۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُنذَرِينَ} (73)

وقوله تعالى : ( فَكَذَّبُوهُ ) يعني نوحا ، كذبه قومه في ما ادعى من الرسالة أو ما آتاهم من الآيات أو ما وعدهم من العذاب بتكذيبه إياه ( فنجيناه ) يعني نوحا ( ومن معه في الفلك ) أي من ركب معه الفلك من المؤمنين ( وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ ) أي خلف قوم أهلكوا واستؤصلوا بالتكذيب .

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ) تحتمل الآيات الحجج والبراهين التي أقامها على[ في الأصل وم : من ] ما ادعوا على الرسالة . ويحتمل قوله : ( كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ) العذاب الذي أوعدهم بتكذيبهم إياه فيما وعد .

وقوله تعالى : ( فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ) كان إنذار الفريقين جميعا المؤمن والكافر[ أدرج بعدها في الأصل وم : جميعا ] كقوله : ( إنما تنذر من اتبع الذكر )[ يس : 11 ] فإذا كان ما ذكرنا فيكون تأويله : فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ من أجاب ومن لم يجب ؟ عاقبة من أجاب الثواب وعاقبة من لم يجب العذاب .

ويحتمل ( المنذرين ) الذين لم يقبلوا الإنذار ولم يجيبوا ؛ أي انظر كيف كانت عاقبتهم بالهلاك والاستئصال ، ويكون تأويل قوله : ( إنما تنذر من اتبع الذكر )[ يس : 11 ] أي إنما يقبل الإنذار من اتبع الذكر ، أي إنما ينتفع بالإنذار من اتبع الذكر . وأما من لم يتبع الذكر فلم[ الفاء ساقطة من الأصل وم ] ينتفع ، والله أعلم .