النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيۡنَٰهُ وَمَن مَّعَهُۥ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَعَلۡنَٰهُمۡ خَلَـٰٓئِفَ وَأَغۡرَقۡنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَاۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُنذَرِينَ} (73)

قوله عز وجل : { فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن معَهُ في الْفُلْكِ } قال ابن عباس : كان في سفينة نوح عليه السلام ثمانون رجلاً أحدهم جُرهم وكان لسانه عربياً ، وحمل فيها من كل زوجين اثنين ، قال ابن عباس فكان أول ما حمل الذرّة وآخر ما حمل الحمار ودخل معه إبليس يتعلق بذنبه .

{ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ } أي خلفاً لمن هلك بالغرق .

{ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآياتِنَا } حكى أبو زهير{[1339]} أن قوم نوح عاشوا في الطوفان أربعين يوماً . وذكر محمد بن إسحاق أن الماء بقي بعد الغرق مائة وخمسين يوماً ، فكان بين أن أرسل الله الطوفان إلى أن غاض الماء ستة أشهر وعشرة أيام وذلك مائة وتسعون يوماً . قال محمد بن إسحاق لما مضت على نوح أربعون ليلة فتح كوة السفينة ثم أرسل منها الغراب لينظر ما فعل الماء فلم يعد ، فأرسل الحمامة فرجعت إليه ولم تجد لرجلها موضعاً ، ثم أرسلها بعد سبعة أيام فرجعت حيث أمست وفي فيها ورقة زيتونة فعلم أن الماء قد قل على الأرض ، ثم أرسلها بعد سبعة أيام فلم تعد فعلم أن الأرض قد برزت ، وكان استواء السفينة على الجودي لسبع عشرة ليلة من الشهر السابع فيما ذكر ، والله أعلم .


[1339]:هو أبو زهير النميري واسمه يحيى بن نفير وهو صحابي كما ذكر ابن عبد البر.