محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا} (93)

ثم وصف شدة شأن مقولهم بقوله سبحانه :

{ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ } أي يشققن { وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَن } أي لأن { دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا } وذلك لغيرتها على المقام الرباني الأحدي أن ينسب له ما ينزه عنه ويشعر بحاجته ووجود كفء له وفنائه . وذلك لأن الولادة إنما تكون من الحي الذي له مزاج . وما له مزاج فهو مركب ونهايته إلى انحلال وفناء ، وهو سبحانه تنزه عن ذلك ، كما قال : { وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا } أي مملوكا له يأوي إليه بالعبودية والذل .