محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا فَٱعۡبُدۡهُ وَٱصۡطَبِرۡ لِعِبَٰدَتِهِۦۚ هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا} (65)

وقوله تعالى :

{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ( 65 ) } .

{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } أي من التوابع والنجيمات والسحب وغير ذلك . قال بعض علماء الفلك : الآية تدل على أن السماوات أكثر من سبع . وأن ذكر السبع ليس للحصر كما قدمناه في البقرة ، من أن السماوات عني بها الكواكب ، والأرض كوكب منها . قال أبو السعود : الآية بيان لاستحالة النسيان عليه تعالى . فإن من بيده ملكوت السماوات والأرض وما بينهما ، كيف يتصور أن يحوم حول ساحة سبحاته الغفلة والنسيان . وهو خبر محذوف . أو بدل من { ربك }{ اعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِه } أي اثبت لها على الدوام . وقوله :ِ { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } أي مثلا وكفؤا ، فتلتفت إليه وتقبل بوجهك نحوه ، فيفيض عليك مطلوبك . والجملة تقرير لوجوب عبادته وحده . أي إذا صح أن لا مثل له ، ولا يستحق العبادة غيره ، لم يكن بد من التسليم لأمره والقيام بعبادته ، والاصطبار على مشاقها .