محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَمَنۢ بَدَّلَهُۥ بَعۡدَ مَا سَمِعَهُۥ فَإِنَّمَآ إِثۡمُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (181)

{ فمن بدّله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه إن الله سميع عليم 181 } .

{ فمن بدّله } أي : فمن غيّر الإيصاء عن وجهه ، إن كان موافقا للشرع ، من الأوصياء والشهود { بعد ما سمعه } أي : بعد ما وصل إليه وتحقق لديه { فإنما إثمه } أي التبديل { على الذين يبدّلونه } لأنهم خانوا وخالفوا حكم الشرع ، فلا يلحق الموصي منه شيء وقد وقع أجره على الله { إن الله سميع عليم } وعيد شديد للمبدّلين .

هذا ، وما ذكرناه من أن المنهيّ عن التبديل إما الأوصياء أو الشهود هو المشهور . وهناك وجه آخر أراه أقرب وهو أن يكون المنهيّ عن التغيير هو الموصي . نُهِيَ عن تغيير الوصية عن المواضع التي بيّن تعالى الوصية إليها . وذلك لأنهم كانوا في الجاهلية يوصون للأبعدين الأجانب ، طلبا للفخر والشرف . ويتركون الأقارب في الفقر والمسكنة والضر ، فأوجب الله تعالى الوصية لهؤلاء منعا للقوم عما اعتادوه كذا قاله الأصم .