الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَمَنۢ بَدَّلَهُۥ بَعۡدَ مَا سَمِعَهُۥ فَإِنَّمَآ إِثۡمُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (181)

ثم قال تعالى : ( فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ ) [ 180 ] .

أي : فمن بدل الإيصاء ولمن أوصى به بعدما سمعه من الميت فإنما إثمه/على [ من بدله ]( {[5528]} ) .

( إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [ 180 ] .

أي : يسمع( {[5529]} ) ما يوصي به الموصي/ولمن يوصي وغير ذلك .

عليم بما تعملون( {[5530]} ) وما( {[5531]} ) تبدلُون وغير ذلك .

" والهاء " ( {[5532]} ) في " بدَّلَهُ " تعود على الإيصاء والموصى له( {[5533]} ) ، وإن لم يجر له ذكر . لكن( {[5534]} ) الكلام الأول يدل عليه ويتضمنه لأن الوصية تدل على الإيصاء والإيصاء يتضمن موصياً وموصى له( {[5535]} ) .

والوصية عند أكثر أهل العلم غير واجبة( {[5536]} ) ، إنما هي مندوب إليها إلا الزهري فإنه قال : " هي واجبة على من( {[5537]} ) ترك خيراً " . وكلهم أجمعوا على أن مَنْ قِبَلُه أماناتٌ وودائعٌ وديون ونحو( {[5538]} ) ذلك الوصية( {[5539]} ) فرض( {[5540]} ) .


[5528]:- في ق: الذين يبدلونه. وانظر: هذا التوجيه في تفسير الغريب: 73، وهو قول ابن عباس وقتادة والسدي والحسن في جامع البيان 3/397-398.
[5529]:- في ع2، ع3: سميع.
[5530]:- في ق: يعملون.
[5531]:- في ع2: مما.
[5532]:- في ح: فالهاء.
[5533]:- في ع2، ع3: به.
[5534]:- في ع2: لكان.
[5535]:- انظر: هذا التوجيه في مشكل الإعراب 1/121، والبيان 1/142، والإملاء 1/79.
[5536]:- انظر: المحرر الوجيز 2/66، وهو مذهب مالك والشافعي والثوري. في تفسير القرطبي 2/259.
[5537]:- في ق: ما.
[5538]:- سقط من ع3.
[5539]:- في ع3: فالوصية.
[5540]:- انظر: تفسير القرطبي 2/259.