إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَمَنۢ بَدَّلَهُۥ بَعۡدَ مَا سَمِعَهُۥ فَإِنَّمَآ إِثۡمُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (181)

{ فَمَن بَدَّلَهُ } أي غيَّره من الأوصياء والشهود { بَعْدِ مَا سَمِعَهُ } أي بعد ما وصل إليه وتحقّق لديه { فَإِنَّمَا إِثْمُهُ } أي إثمُ الإيصاءِ المُغيِّر أو إثمُ التبديل { عَلَى الذين يُبَدّلُونَهُ } لأنهم خانوا وخالفوا حكمَ الشرعِ ، ووضعُ الموصولِ في موضع الضميرِ الراجعِ إلى ( مَنْ ) لتأكيد الإيذان بعِلّية ما في حيز الصلة الأولى ، وإيثارُ الجمعِ للإشعار بتعدُّد المبدّلين أنواعاً أو كثرتِهم أفراداً والإيذانِ بشمول الإثمِ لجميع الأفراد { إِنَّ الله سَمِيعٌ عَلِيمٌ } وعيدٌ شديد للمبدلين .