الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَمَنۢ بَدَّلَهُۥ بَعۡدَ مَا سَمِعَهُۥ فَإِنَّمَآ إِثۡمُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (181)

{ فَمَن بَدَّلَهُ } أي فمن غيّر الوصيّة من الأوصياء والأولياء أو الشهود . { بَعْدَ مَا سَمِعَهُ } من الميت فإنّما ذكر الكناية عن الوصيّة وهي مؤنثة لأنّها في معنى الايصاء لقوله { فَمَن جَآءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ } ردّه إلى الوعظ ونحوها كثيرة .

وقال المفضل : لأنّ الوصيّة قول فذهب إلى المعنى وترك اللفظ ، كقول امرىء القيس :

برهرهة رودة رخصة *** كخرعوبة اليانة المنقطر

المنقطر : المنتفخ بالورق وهو أَنعم ما يكون نفذهب إلى القضيب فترك لفظ الخرعوبة . { فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ } وصي الميت . { إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ } لوصاياكم . { عَلِيمٌ } بنيّاتكم .