قوله تعالى : { فَمَن بَدَّلَهُ } : " مَنْ " يجوزُ أَنْ تكونَ شرطيةً وموصولةً ، والفاءُ : إمّا واجبةٌ إن كانَتْ شرطاً ، وإمّا جائزةٌ إنْ كانت موصولةً ، بلفظِ المؤنَّثِ لأنَّها في معنى المذكَّر ، وهو الإِيصاءُ . أو تعود على نفس الإِيصاء المدلولِ عليه بالوصِيَّة ، إلاَّ أنَّ اعتبارَ التذكير في المؤنثِ قليلٌ وإن كان مجازياً ، ألا ترى أنه لا فرق بين قولك : هند خرجَتْ والشمسُ طلَعَتْ ، ولا يجوزُ : الشمسُ طَلَع ، كما لا يَجُوزُ : " هند خرج " إلاَّ في ضرورةٍ . وقيل : تعودُ على الأمرِ والفَرْضِ الذي أَمَرَ به اللهُ وفَرَضه . وكذلك الضميرُ في " سَمِعَه " والضميرُ في " إثمُه " يعودُ على الإِيصاء المُبَدَّلِ ، أو التبديلِ المفهوم من قولِه : " بَدَّله " .
وقد راعى المعنى في قوله : { عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ } إذ لو جَرَى على نَسَق اللفظِ الأولِ لقالَ : " فإنَّما إثمُه عليه - أو على الذي يُبَدِّله " .
وقيل : الضميرُ في " بَدَّله " يعودُ على الكَتْبِ أو الحقِّ أو المعروفِ . فهذه ستةُ أقوالٍ .
و " ما " في قولِه : { بَعْدَمَا سَمِعَهُ } يجوزُ أَنْ تكونَ مصدريةً أي : بعد : سماعِه ، وأن تكون موصولةً بمعنى الذي . فالهاءُ في " سَمِعَه " على الأول تعودُ على ما عادَ عليه الهاءُ في " بَدَّله " ، وعلى الثاني تعودُ على الموصولِ ، أي بعد الذي سَمِعَه من أوامرِ الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.