محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنۡهُم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (41)

ثم أشار إلى تسليته عليه الصلاة والسلام عن استهزائهم ، في ضمن وعيد لهم ، بقوله تعالى :

{ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون } .

{ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ } أي نزل { بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون } أي عذابه وجزاؤه ، على وضع السبب موضع المسبب ، إيذانا بكمال الملابسة بينهما ، أو عين استهزائهم ، إن أريد بذلك العذاب الأخروي ، بناء على تجسم الأعمال . فإن الأعمال الظاهرة في هذه النشأة بصورة عرضية ، تبرز في النشأة الأخرى بصورة جوهرية ، مناسبة لها في الحسن و القبح . أفاده أبو السعود .