محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قُلۡ مَن يَكۡلَؤُكُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحۡمَٰنِۚ بَلۡ هُمۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِم مُّعۡرِضُونَ} (42)

{ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ } .

{ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم } أي يحفظكم { بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ } أي من بأسه أن يفجأكم . وتقديم ( الليل ) لما أن الدواهي فيه أكثر وقوعا وأشد وقعا . وفي لفظ { الرحمن } تنبيه على أنه لا حفظ لهم إلا برحمته ، وتلقين للجواب . وقيل إنه إيماء إلى شدته . كغضب الحليم . وتنديد لهم حيث عذبهم من غلبت رحمته . ودلالة على شدة خبثهم . قال المهايمي : ولا يمنع من ذلك عموم رحمته . إذ بتعذيبكم يعتبر أهل عصركم ومن بعدهم . فيكون لإصلاح أمورهم الموجب لرحمته عليهم ، ولا يغترون في ذلك بعموم رحمته حتى يرجى منعها عن ذلك { بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ } أي لا يخطرونه ببالهم ، فضلا عن أن يخافوا بأسه ، ويعدوا ما هم عليه من الأمن والدعة حفظا وكلاءة ، حتى يسألوا عن الكالئ .