محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{خُلِقَ ٱلۡإِنسَٰنُ مِنۡ عَجَلٖۚ سَأُوْرِيكُمۡ ءَايَٰتِي فَلَا تَسۡتَعۡجِلُونِ} (37)

وقوله تعالى :

{ خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ } .

{ خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ } كقوله تعالى : { وكان الإنسان عجولا } جعل لفرط استعجاله وقلة صبره كأنه مخلوق منه . كقولك ( خلق زيد من الكرم ) تنزيلا لما طبع عليه من الأخلاق ، منزلة ما طبع هو منه من الأركان ، إيذانا بغاية لزومه له ، وعدم انفكاكه عنه . فالآية استعارة مكنية ، بتشبيه العجل لكونه مطبوعا عليه ، بمادته . ويجوز أن تكون تصريحية . والمراد بالإنسان الجنس . ومن ( عجلته ) مبادرته إلى الكفر واستعجال الوعيد { سَأُرِيكُمْ آيَاتِي } أي نقماتي في الدنيا كوقعة بدر . وفي الآخرة عذاب النار { فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ } أي بالإتيان بها .