فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنۡهُم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (41)

وجملة { وَلَقَدِ استهزئ بِرُسُلٍ من قَبْلِكَ } مسوقة لتسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزيته ، كأنه قال : إن استهزأ بك هؤلاء فقد فعل ذلك بمن قبلك من الرسل على كثرة عددهم وخطر شأنهم { فَحَاقَ بالذين سَخِرُوا مِنْهُمْ } أي أحاط ودار بسبب ذلك بالذين سخروا من أولئك الرسل وهزأوا بهم { مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤونَ } : «ما » موصولة ، أو مصدرية ، أي فأحاط بهم الأمر الذي كانوا يستهزئون به ، أو فأحاط بهم استهزاؤهم ، أي جزاؤه على وضع السبب موضع المسبب ، أو نفس الاستهزاء ، إن أريد به العذاب الأخروي .

/خ43