محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{لِّيَجۡعَلَ مَا يُلۡقِي ٱلشَّيۡطَٰنُ فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ} (53)

ثم أشار إلى أن من مقتضيات حكمته أنه يجعل الإلقاء الشيطاني فتنة للشاكين المنافقين والقاسية قلوبهم عن قبول الحق ، ابتلاء لهم ليزدادوا إثما . ورحمة للمؤمنين ليزدادوا ثباتا واستقامة ، فقال تعالى :

{ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } أي شك وارتياب { وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ } هم العتاة المتمردون { وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ } أي خلاف للحق { بَعِيدٍ } ، عن موافقته جدا ، بسبب ظلمهم وشركهم .