تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لِّيَجۡعَلَ مَا يُلۡقِي ٱلشَّيۡطَٰنُ فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ} (53)

الآية 53 : وقوله تعالى : { ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض }هذا تأويله{[13176]} : ليجعل ما يلقي الشيطان في قلوب أولئك الكفرة فتنة للذين ذكر لما ظنوا العلة ؛ لا يقدر ( على ) {[13177]} الإجابة لهم ، أو لا يحضره ما يجيبهم ، فيكون ذلك فتنة لهم ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { في قلوبهم مرض }كأنهم هم المنافقون ، لأنهم هم الموصوفون المسمون بهذا الاسم كقوله : { وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا }( الأحزاب 12 ) .

وقوله تعالى : { والقاسية قلوبهم } كأنهم هم الرؤساء المكابرون المعاندون لرسول الله والكفرة ، كلهم موصوفون بقساوة قلوبهم كقوله : { ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة }( البقرة : 74 ) .

وقوله تعالى : { وإن الظالمين لفي شقاق بعيد }يحتمل أي في عناد وفي مكابرة{ بعيد }عن الإجابة له أو{ بعيد }( عن استماع ){[13178]} الحق وقبوله . وقيل : { شقاق }أي خلاف بعيد أي لا يرجعون إلى الوفاق{[13179]} أبدا .


[13176]:في الأصل وم: تأويل القوم.
[13177]:ساقطة من الأصل وم.
[13178]:في الأصل وم: لاستماع.
[13179]:من م، في الأصل: الوفاء.