{ ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم }
{ شقاق بعيد } مخالفة تامة ، وعداوة شديدة .
{ فتنة } عذابا ؛ أو : بلاء واختبارا .
وربنا القوي القدير لا يعجزه أن يحول بين الشيطان الإنسي أو الجني وبين السعي في آيات الله وبذل الجهد في إبطالها ، كما قال سبحانه { . . ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ){[2261]} ؛ لكنه جلت حكمته جعل ذلك ابتلاء واختبارا ، كما بين جل ثناؤه في آية كريمة : { ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون ){[2262]} ؛ وبذلك كانوا يتواصون ويقولون ما حكاه الكتاب المجيد : { وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ){[2263]} ؛ والمفتونون بتلك الشبه إما أن يكونوا منافقين ، { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا . . ){[2264]} ؛ أي شك ونفاق ، وهو المناسب . . وتخصيص المرض بالقلب مؤيد له لعدم إظهار كفرهم . . { والقاسية قلوبهم } أي الكفار المجاهرين . . . ورجح ما قاله ابن عطية بأن أمر التعليل عليه أظهر ، أي : فينسخ الله تعالى ما يلقيه الشيطان ويرده ليجعله بسبب الرد وظهور فساد التمسك به عذابا للمنافقين ، أي سببا لعذابهم حيث استرسلوا معه مع ظهور فساده . . {[2265]} ؛ وهذا على أن معنى : { فتنة } عذابا ؛ { وإن الظالمين لفي شقاق بعيد } وإن المتجاوزين الحد ، منافقين أو مجاهرين بالكفر لفي مخالفة عن الحق تامة ، وعداوة للمهتدين شديدة ؛ { وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ){[2266]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.