محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٖ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّآ إِذَا تَمَنَّىٰٓ أَلۡقَى ٱلشَّيۡطَٰنُ فِيٓ أُمۡنِيَّتِهِۦ فَيَنسَخُ ٱللَّهُ مَا يُلۡقِي ٱلشَّيۡطَٰنُ ثُمَّ يُحۡكِمُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (52)

ثم أشار تعالى إلى تسلية رسوله صلوات الله عليه ، عما كان يلاقيه من صد شياطين قومه عن سبيل الله ، بأن تلك سنة كل رسول ، وأن العاقبة له ، فقال سبحانه :

{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } .

{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى } أي رغب في انتشار دعوته ، وسرعة علو شرعته { أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ } أي بما يصد عنها ، ويصرف المدعوين عن إجابتها { فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ } أي يبطله ويمحقه . { ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ } ، أي يثبتها {[5554]} : { فأما الزبد فيذهب جفاء ، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض } { وَاللَّهُ عَلِيمٌ } يعلم الإلقاءات الشيطانية وطريق نسخها من وجه وحيه { حَكِيمٌ } ، يحكم آياته بحكمته .


[5554]:(13 الرعد 17).