البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{لِّيَجۡعَلَ مَا يُلۡقِي ٱلشَّيۡطَٰنُ فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ} (53)

{ ليجعل ما يلقي الشيطان } من تلك الشبه وزخارف القول { فتنة } لمريض القلب ولقاسيه

والفتنة : الابتلاء والاختبار .

والذين في قلوبهم مرض عامة الكفار .

وقال الزمخشري : المنافقون والشاكون { والقاسية قلوبهم } خواص من الكفار عتاة كأبي جهل والنضر وعتبة .

وقال الزمخشري : المشركون المكذبون { وإن الظالمين } يريد وإن هؤلاء المنافقين والمشركين ، وأصله وإنهم فوضع الظاهر موضع المضمر ، قضاء عليهم بالظلم .

والشقاق المشاقة أي في شق غير شق الصلاح ، ووصفه بالبعيد مبالغة في انتهائه وأنهم غير مرجو رجعتهم منه .