محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{لَّوۡلَا جَآءُو عَلَيۡهِ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَۚ فَإِذۡ لَمۡ يَأۡتُواْ بِٱلشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ} (13)

وقوله تعالى :

{ لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء ، فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ } أي في حكمه وشريعته المؤسسة على الدلائل الظاهرة المستيقنة { هُمُ الْكَاذِبُونَ } أي الكاملون في الكذب المشهود عليهم بذلك .

قال الزمخشري : وهذا توبيخ وتعنيف للذين سمعوا الإفك فلم يجدوا في دفعه وإنكاره . واحتجاج عليهم بما هو ظاهر مكشوف في الشرع ، من وجوب تكذيب القاذف بغير بينة والتنكيل به ، إذا قذف امرأة محصنة من عرض نساء المؤمنين . فكيف بأم المؤمنين الصديقة بنت الصديق ، حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحبيبة حبيب الله ؟