اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَّوۡلَا جَآءُو عَلَيۡهِ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَۚ فَإِذۡ لَمۡ يَأۡتُواْ بِٱلشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ} (13)

قوله : «لَوْلاَ{[34145]} جَاءُوا » : هَلاَّ جاءوا { عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ } أي : على ما زعموا يشهدون على معاينتهم ما رَمَوْها به { فَإِذْ{[34146]} لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَاءِ } ولم يقيموا بينةً على ما قالوه { فأولئك عِندَ الله } أي : في حكمه «هُمُ الكَاذِبُون » .

فإن قيل : كيف يصيرون عند الله كاذبين إذا لم يأتوا بالشهداء ومن كذب فهو عند الله كاذب سواء أتى بالشهداء أو لم يأت ؟

فالجواب : معناه : كذبوهم بأمر الله .

وقيل : هذا{[34147]} في حق عائشة خاصة ، فإنهم كانوا عند الله كاذبين {[34148]} .

وقيل : المعنى : في حكم الكاذبين ، فإن الكاذب يجب زجره عن الكذب ، والقاذف إذا لم يأت بالشهود فإنه يجب زجره ، فلما ( كان ) شأنه ( شأن ) {[34149]} الكاذب في الزجر أطلق عليه أنه كاذب مجازاً{[34150]} .

قوله : { فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَاءِ } . «إذْ » منصوب ب «الكَاذِبُونَ » في قوله : { فأولئك عِندَ الله هُمُ الكاذبون } ، وهذا كلام في قوة شرط وجزاء .


[34145]:في الأصل: لو. وهو تحريف.
[34146]:في ب: فإذا. وهو تحريف.
[34147]:هذا: سقط من ب.
[34148]:انظر البغوي 6/80.
[34149]:ما بين القوسين تكملة من الفخر الرازي.
[34150]:انظر الفخر الرازي 23/179.