تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَّوۡلَا جَآءُو عَلَيۡهِ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَۚ فَإِذۡ لَمۡ يَأۡتُواْ بِٱلشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ} (13)

الآية 13 : على هذا يخرج أيضا قوله تعالى ]لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء[ أي هلا قالوا لهم : جيئوا بأربعة شهداء على قذفكم إياها{[13771]} ]فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون( .

ويحتمل أن يكون قوله : ]لولا إذ سمتعموه[ ظننتم بهم ظنا ما ]ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا[ دون أن قالوا : ]هذا إفك مبين[ أو أن يكون التأويل : إن لم يظن أحد منكم بنفسه إذا كان مع أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف ظن بصفوان {[13772]} ذلك إذا كان مع أزواجه ؟ أو أن يقال : إذا لم يكن يظن أحد بأمهاته ومحارمه ذلك فكيف ظن بأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وهن{[13773]} أمهاتكم وأمهات جميع المؤمنين ؟ والله أعلم .

وقوله تعالى : ]لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء[ أي لم يكن لهم بما قذفوا شهداء ، ولا يجدون على ذلك شهداء .

وجائز أن يكون قوله : ]لولا[ أي لم يكن كقوله : ]فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية[ أي لم يكن ]من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا[ ( هود : 116 ) وإلا على تأويل : هلا يبعد لأنه لم يكن لهم شهداء على ذلك ، فكيف يأتون ؟

وقوله تعالى ]فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون[ وإن يأتوا بالشهداء على أمر عائشة كانوا كاذبين أيضا . فدل أن تأويل قوله : ]لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء[ أي لم يكن لهم شهداء ، فكيف قذفوها ؟ والله أعلم .


[13771]:في الأصل وم: إياهم.
[13772]:في الأصل وم: يصفون.
[13773]:في الأصل وم: وهي.