محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ قُلۡتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبۡحَٰنَكَ هَٰذَا بُهۡتَٰنٌ عَظِيمٞ} (16)

{ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم } أي تكذيبا لمشيعه { مَّا يَكُونُ لَنَا } أي ما يصح لنا بوجه ما { أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } أي تنزيها لك ، وبراءة إليك مما جاء به هؤلاء ، فإنه بهتان عظيم يستحيل صدقه . قال الزمخشري : كلمة { سبحانك } للتعجب من عظم الأمر . فإن قلت : ما معنى التعجب في كلمة التسبيح ؟ قلت : الأصل في ذلك ، أن يسبح الله عند رؤية العجيب من صنائعه . ثم كثر حتى استعمل في كل متعجب منه . أو لتنزيه الله تعالى من أن تكون حرمة نبيه عليه السلام فاجرة . انتهى .

فعلى الأول ، هو من المجاز المتفرع على الكناية ، وهو كثير . وقد ذكره النووي في ( الأذكار ) وكذا ( لا إله إلا الله ) تستعمل للتعجب أيضا . وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في مقام التعجب فلم ترد ولم تسمع في لسان الشرع . وقد صرح الفقهاء بالمنع . وإن ما وقع من العوام وبعض المحدثين كقوله :

فمن رأى حسنه المفدى *** في الحال ، صلى على محمد

وعلى الثاني ، هو حقيقة . كذا في ( العناية ) .