محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (19)

ثم أشار تعالى إلى تأديب ثالث لمن سمع شيئا من الكلام السيء ، فعلق بذهنه منه شيء ، ألا يتكلم به ولا يذيعه ، بقوله سبحانه متوعدا :

{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } .

{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ } أي تنتشر الخصلة المفرطة في القبح ، وهي الفرية والرمي بالزنى ونحوه ، كاللواط وما عظم فحشه { فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا } أي من الحد وغيره ، مما يتفق من البلايا الدنيوية { وَالْآخِرَةِ } أي من عذاب النار { وَاللَّهُ يَعْلَمُ } أي ما في القلوب من الأسرار والضمائر { وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } يعني أنه قد علم محبة من أحب الإشاعة ، وهو معاقبه عليها .