محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلسَّاعَةِۖ وَأَعۡتَدۡنَا لِمَن كَذَّبَ بِٱلسَّاعَةِ سَعِيرًا} (11)

وقوله تعالى :

{ بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ } إضراب انتقالي عن توبيخهم بحكايتهم السابقة ، وانتقال منه . إلى توبيخهم بحكاية جنايتهم الأخرى ، للتخلص إلى بيان ما لهم في الآخرة بسببها ، من فنون العذاب ، بقوله : { وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا } أي نارا شديدة الاستعار ، أي التوقد والالتهاب .

وقيل : هذا الإضراب عطف على ما حكي عنهم وهو { وقالوا ما لهذا الرسول } على معنى : بل أتوا بأعجب من ذلك ، كله ، وهو تكذيبهم بالساعة . والحال أنا قد اعتدنا لكل من كذب بها سعيرا . فإن جراءتهم على التكذيب بها ، وعدم خوفهم مما أعد لمن كذب بها ، أعجب من القول السابق .

ويجوز أن يتصل بما يليه ، كأنه قيل : بل كذبوا بالساعة ، فكيف يلتفتون إلى هذا الجواب ؟ وكيف يصدقون بتعجيل ما وعدك الله في الآخرة وهم لا يؤمنون بها ؟