محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَقَالُواْ مَالِ هَٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأۡكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمۡشِي فِي ٱلۡأَسۡوَاقِ لَوۡلَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مَلَكٞ فَيَكُونَ مَعَهُۥ نَذِيرًا} (7)

ثم أشار تعالى إلى تعنتهم بخصوص المنزل عليه بقوله :

{ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا } .

{ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ } أي كما نأكل { وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ } أي يتردد فيها لشؤونه كما نمشي . قال الزمخشري : يعنون أنه كان يجب أن يكون ملكا مستغنيا عن الأكل والتعيش . أي فيخالف حاله حالنا . قال أبو السعود : وهل هو إلا لعميهم وركاكة عقولهم ، وقصور أنظارهم على المحسوسات . فإنما تميز الرسل عمن عداهم ليس بأمور جسمانية ، وإنما بأمور نفسانية . كما أشير إليه بقوله تعالى {[5888]} : { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي } ثم نزلوا عن اقتراحهم أن يكون ملكا ، إلى اقتراح أن يكون إنسانا معه ملك حتى يتساندا في الإنذار فقالوا : { لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا }


[5888]:(18 الكهف 110).