السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلسَّاعَةِۖ وَأَعۡتَدۡنَا لِمَن كَذَّبَ بِٱلسَّاعَةِ سَعِيرًا} (11)

ثم أضرب سبحانه وتعالى عن كلامهم في حق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى : { بل } أي : لا يظنوا أنهم كذبوا بما جئت به ؛ لأنهم لا يعتقدون فيك كذباً بل { كذبوا بالساعة } أي : القيامة ، فقصرت أنظارهم على الحطام الدنيوي ، وظنوا أن الكرامة إنما هي بالمال فلا يرجون ثواباً ولا عقاباً ، فلا يتكلفون النظر والفكر ، ولهذا لا ينتفعون بما يورد عليهم من الدلائل { وأعتدنا } أي : والحال أنا اعتدنا أي : هيأنا بما لنا من العظمة { لمن كذب } من هؤلاء وغيرهم { بالساعة سعيراً } أي : ناراً شديدة الاتقاد بما أعظموا الحريق في قلوب من كذبوهم من الأنبياء وأتباعهم ، وعن الحسن : أن السعير اسم من أسماء جهنم .