محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ فَٱخۡتُلِفَ فِيهِۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُ مُرِيبٖ} (45)

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } .

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ } قال ابن جرير : {[6430]} أي فاختلف في العمل / بما فيه الذين أوتوه من اليهود . وقال ابن كثير : أي كذّب وأوذي ، فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل { وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ } وهي العدة بالقيامة وفصل الخصومة حينئذ . أي لولا أنه تعالى قدر الجزاء في الآخرة { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } أي بتعجيل العذاب {[6431]} { بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا } {[6432]} { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } { وإنهم لفي شك منه مريب } أي موقع للريب والاضطراب لأنفسهم وأتباعهم ، لعمى بصائرهم وتبلد عقولهم . وإلا فالحق أجلى من أن يخفى . وقال ابن كثير : أي وما كان تكذبيهم له عن بصيرة منهم ، لما قالوا . بل كانوا شاكّين فيما قالوه ، غير محققين لشيء كانوا فيه . هكذا وجّهه ابن جرير . وهو محتمل . والله أعلم .


[6430]:انظر الصفحة رقم 129 من الجزء الرابع والعشرين (طبعة الحلبي الثانية).
[6431]:[18 / الكهف / 58].
[6432]:[54 / القمر/ 46].