بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ فَٱخۡتُلِفَ فِيهِۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُ مُرِيبٖ} (45)

قوله تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا موسى الكتاب } يعني : أعطينا موسى التوراة ، ويقال : الألواح .

قوله : { فاختلف فِيهِ } يعني : صدق بعضهم ، وكذب بعضهم ، { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبّكَ } يعني : وجبت بتأخير العذاب ، { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } يعني : لفرغ من أمرهم ، ولهلك المكذب . { وَإِنَّهُمْ لَفي شَكّ مّنْهُ مُرِيبٍ } يعني : من العذاب بعد البعث { مُرِيبٍ } لا يعرفون شكهم . ويقال : { مُرِيبٍ } أي : ظاهر الشك . ويقال : { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبّكَ } بتأخير العذاب عن هذه الأمة إلى يوم القيامة ، لأتاهم العذاب ، إذ كذبوه كما فعل بغيرهم .