فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ فَٱخۡتُلِفَ فِيهِۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُ مُرِيبٖ} (45)

{ وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ } كلام مستأنف يتضمن تسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم عما كان يحصل له من الاغتمام بكفر قومه وطعنهم في القرآن فأخبره أن هذه عادة قديمة في أمم الرسل ، غير مختصة بقومك ، فإنهم يختلفون في الكتب المنزلة إليهم ، والمراد بالكتاب التوراة وضمير فيه راجع إليه وقيل يرجع إلى موسى والأول أولى ، يعني قال بعضهم هو حق ، وقال بعضهم هو باطل ، كما اختلف قومك في كتابك فمصدق به ومكذب .

{ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ } في تأخير العذاب عن المكذبين بالقرآن من أمتك وإمهالهم كما في قوله : { يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } بتعجيل العذاب لمن كذب منهم قال قتادة أي سبق لهم من الله حين وأجل هم بالغوه .

{ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ } أي من كتابك المنزل عليك وهو القرآن ومعنى الشك المريب في الريبة والشديد الريبة ، وقيل : إن المراد اليهود ، وأنهم في شك من التوراة مريب ، والأول أولى .