الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ فَٱخۡتُلِفَ فِيهِۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُ مُرِيبٖ} (45)

قوله تعالى : { ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه } – إلى قوله – { فذو دعاء عريض }[ 44-50 ] .

والمعنى : ولقد أعطينا موسى التوراة كما آتيناك {[60531]} يا محمد القرآن فاختلف بنو إسرائيل في العمل بما في التوراة كما اختلف قومك في الإيمان بما جئتم به .

{ ولولا كلمة سبقت من ربك } يا محمد فيمن كفر ( بك ، وهو أنه تقدم في علمه وقضائه تأخير عذابهم إلى يوم القيامة .

{ لقضي بينهم } أي لجاءهم العذاب فيفصل بينهم فيما اختلفوا فيه فيهلك المبطلين {[60532]} ، وينجي المؤمنين {[60533]} .

قال السدي : أخروا إلى يوم القيامة {[60534]} .

قال الزجاج : ( الكلمة : وعدهم بالساعة ، قال ( الله تعالى { بل الساعة موعدهم } ) {[60535]} {[60536]} .

ثم قال تعالى : { وإنهم لفي شك منه مريب } ، أي {[60537]} : وإن الفريق المبطل منهم لفي ( شك مما قالوا {[60538]} ) فيه مريب يريبهم قولهم فيه ، لأنهم قالوه بغير ثبت وإنما قالوه ظنا .


[60531]:في طرة (ت).
[60532]:(ت): المبطلون.
[60533]:(ت): المومنون.
[60534]:انظر: جامع البيان 24/82.
[60535]:القمر: 46.
[60536]:انظر: معاني الزجاج حيث جاء بلفظه 4/390.
[60537]:فوق السطر في (ت).
[60538]:(ت): شكهم قالوا.