اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ فَٱخۡتُلِفَ فِيهِۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُ مُرِيبٖ} (45)

قوله تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكتاب فاختلف فِيهِ } وجه تعلقه بما قبله كأنه قيل : إنا لما آتينا موسى الكتاب فقبله بعضهم و ردَّهُ آخرون فكذلك آتيناك هذا الكتاب ، فقبله بعضهم وهم أصحابك ، ورده آخرون وهم الذين يقولون : قلبونا في أكنة مما تدعوننا إليه{[48934]} . ثم قال : { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ } يعني في تأخير العذاب عنهم { إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى } وهو يقوم القيامة { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } يعني المصدق والمكذب بالعذاب الواقع أي لفرغ من عذابهم وعجل إهلاكهم { وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ } من صدقك وكتابك «مُرِيبٍ » موقع لهم الريبة ، فلا ينبغي أن يعظم استيحاشك من قولهم : { قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه } .


[48934]:الرازي 27/134.