محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ٱصۡلَوۡهَا فَٱصۡبِرُوٓاْ أَوۡ لَا تَصۡبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡكُمۡۖ إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (16)

{ اصلوها } أي : ذوقوا حرّ هذه النار { فاصبروا } أي على ألمها { أولا تصبروا سواء عليكم } أي الأمران . الصبر وعدمه سواء عليكم { إنما تجزون ما كنتم تعملون } أي لا تعاقبون إلا على معصيتكم في الدنيا لربكم ، وكفركم به .

قال الزمخشري : فإن قلت : لم علل استواء الصبر وعدمه بقوله : { إنما تجزون . . . } الخ ؟ قلت لأن الصبر إنما يكون له مزية على الجزع ، لنفعه في العاقبة بأن يجازي عليه الصابر جزاء الخير . فأما الصبر على العذاب الذي هو الجزاء ، ولا عاقبة له ولا منفعة ، فلا مزية له على الجزع .