فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱصۡلَوۡهَا فَٱصۡبِرُوٓاْ أَوۡ لَا تَصۡبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡكُمۡۖ إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (16)

{ اصلوها } أي إذا لم يمكنكم إنكارها ، وتحققتم أن ذلك ليس بسحر ، ولم يكن في أبصاركم خلل فالآن أدخلوها وقاسوا شدتها { فاصبروا } على العذاب { أو لا تصبروا } وافعلوا ما شئم فالأمران { سواء عليكم } في عدم النفع قاله أبو حيان وبه قال أبو البقاء وقيل : سواء عليكم الصبر وعدمه وإليه نحا الزمخشري والأول أحسن لأن جعل النكرة خبرا ألوى من جعلها مبتدأ وجعل المعرفة خبرا .

{ إنما تجزون ما كنتم تعملون } تعليل للاستواء فإن الجزاء بالعمل إذا كان واقعا حتما كان الصبر وعدمه سواء .