محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَمَآ أَلَتۡنَٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَيۡءٖۚ كُلُّ ٱمۡرِيِٕۭ بِمَا كَسَبَ رَهِينٞ} (21)

{ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين 21 } .

{ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان } أي اقتفت آثارهم في الإيمان والعمل الصالح { ألحقنا بهم ذريتهم } أي في الجنات والنعيم . والخطاب ، لما كان مع الصحابة رضي الله عنهم ، وهم واثقون بوعد الله ، تمم لهم البشارة بالموعود به ، بأنه ينال ذريتهم أيضا ، إن اتبعوا آباءهم بإحسان . هذا هو المراد من الآية . وأما من قال في معناها : إن المؤمن ترفع له ذريته فيلحقون به ، وإن كانوا دونه في العمل ، فلا تقتضيه الآية تصريحا ولا تلويحا { وما ألتناهم من عملهم من شيء } أي وما نقصناهم من ثواب عملهم شيئا { كل امرئ بما كسب رهين } أي بما عمل من خير أو شر مرتهن به ، لا يؤاخذ أحد بذنب غيره ، وإنما يعاقب بذنب نفسه .