فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱصۡلَوۡهَا فَٱصۡبِرُوٓاْ أَوۡ لَا تَصۡبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡكُمۡۖ إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (16)

{ اصلوها فاصبروا أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ } أي إذا لم يمكنكم إنكارها ، وتحققتم أن ذلك ليس بسحر ، ولم يكن في أبصاركم خلل ، فالآن ادخلوها وقاسوا شدّتها ، فاصبروا على العذاب أو لا تصبروا وافعلوا ما شئتم ، فالأمران { سَوَاء عَلَيْكُمْ } في عدم النفع ، قيل : أيضاً تقول لهم الملائكة هذا القول ، { وَسَوَاء } خبر مبتدأ محذوف : أي الأمران سواء ، ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف : أي سواء عليكم الصبر وعدمه ، وجملة : { إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } تعليل للاستواء ، فإن الجزاء بالعمل إذا كان واقعاً حتماً كان الصبر وعدمه سواء .

/خ20