محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ} (1)

مقدمة السورة:

43- سورة المزمل

قال المهايمي سميت به لدلالته على عظم أمر الوحي لأن أقوى الخلائق كان يرتعد عنده فيتزمل .

وهي مكية قيل إلا قوله تعالى { إن ربك ليعلم } إلى آخر السورة وآيها عشرون .

{ يا أيها المزمل } أي المتزمل ، من ( تزمل ) بثيابه إذا تلفف بها فأذغم التاء في الزاي خوطب صلى الله عليه وسلم بحكاية حاله وقت نزول الوحي وتأنيسا وتنشيطا للتشمر لقيام الليل وقيل معناه المتحمل أعباء النبوة من تزمل الزمل إذا تحمل الحمل ففيه استعارة . شبه إجراء التبليغ بتحمل الحمل الثقيل بجامع المشقة .

قال الشهاب وأورد عليه أنه مع صحة المعنى الحقيقي واعتضاده بالأحاديث الصحيحة لا وجه لادعاء التجوز فيه .

وقد يجاب بان الأحاديث رويت في نزول سورة المدثر لا في هذه السورة كما سيأتي إن شاء الله إلا أن يقال هما بمعنى واحد .