القرآن الكريم - محاسن التأويل للقاسمي - تفسير سورة الأعلى

{بَلۡ تُؤۡثِرُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا} (16)

{ بل تؤثرون الحياة الدنيا } قال أبو السعود إضراب عن مقدر ينساق إليه الكلام كأنه قيل إثر بيان ما يؤدي إلى الفلاح لا تفعلون ذلك بل تؤثرون اللذات العاجلة الفانية فتسعون لتحصيلها والخطاب إما للكفرة فالمراد بإيثار الحياة هو الرضا والاطمئنان بها والإعراض عن الآخرة بالكلية كما في قوله تعالى {[7447]} { إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها } الآية ، أو للكل فالمراد بإيثارها ما هو أهم مما ذكر وما لا يخلو عنه الإنسان غالبا من ترجيح جانب الدنيا على الآخرة في السعي وترتيب المبادىء والالتفات على الأول لشديد التوبيخ ، وعلى الثاني كذلك في حق الكفرة ، وتشديد العقاب في حق المسلمين وقرىء { يؤثرون } بالياء

[7447]:10/ يونس/ 7.

الآية السابقة الآية التالية