اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{بَلۡ تُؤۡثِرُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا} (16)

قوله : { بَلْ تُؤْثِرُونَ الحياة الدنيا } ، قرأ أبو عمرو{[59932]} : بالغيبة .

والباقون : بالخطاب ويؤيده قراءة أبيٍّ{[59933]} : «أنْتُمْ تُؤْثِرُون » .

وعلى الأول معناه : بل تؤثرون أيها المسلمون الاستكثار من الدنيا على الاستكثار من الثواب .

وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - : أنَّه قرأ هذه الآية ، فقال : أتدرون لم آثرنا الحياة الدنيا على الآخرة ؟ قال : لأن الدنيا حضرت وعجلت لنا طيباتها وطعامها وشرابها ولذاتها وبهجتها ، والأخرى : غيبت عنا فأخذنا العاجل ، وتركنا الآجل{[59934]} .


[59932]:ينظر: الحجة 6//398، وإعراب القراءات 2/467، وحجة القراءات 759.
[59933]:وقرأ بها ابن مسعود كما في : الكشاف 4/741، وقراءة أبي في : المحرر الوجيز 5/470.
[59934]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/548)، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/570)، وزاد نسبته إلى ابن المنذر والطبراني والبيهقي في "شعب الإيمان".