ثم فسّر ذلك الصراطَ بقوله تعالى : { صِرَاطِ الله الذي لَهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض } خلقاً وتدبيراً وتصرفا . وفي الختام كل شيء ينتهي إليه ، ويلتقي عنده ، وهو يقضي فيها بأمره { أَلاَ إِلَى الله تَصِيرُ الأمور } .
وهكذا تنتهي هذه السورة الكريمة بالحديث الذي بدأت به عن الوحي ، والذي كان محورها الرئيسي ، وقد عالجت قصةَ الوحي منذ النبوّات الأولى ، لتقرر وحدة الدين ووحدة الطريق ، ولتعلن القيادةَ الجديدة للبشريّة ممثلة برسالة سيد الوجود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن يتبعه من المؤمنين الصادقين ، ليقودوا الناس إلى صراط الله المستقيم .
{ صراط الله } بدل من الأول وإضافته إلى الاسم الجليل ثم وصفه بقوله تعالى : { الذي لَهُ مَا في السموات وَمَا فِي الأرض } لتفخيم شأنه وتقرير استقامته وتأكيد وجوب سلوكه فإن كون جميع ما فيهما من الموجودات له تعالى خلفاً وملكاً وتصرفاً مما يوجب ذلك أتم إيجاب .
{ أَلاَ إلى الله تَصِيرُ الامور } أي أمور من فيهما قاطبة لا إلى غيره تعالى وذلك بارتفاع الوسائط يوم القيامة ففيه من الوعد للمهتدين إلى الصراط المستقيم والوعيد للضالين عنه ما لا يخفي ، وصيغة المضارع على ما قررنا على ظاهرها من الاستقبال ، وقال في «البحر » : المراد بها الاستمرار كما في زيد يعطي أي من شأنه ذلك ، والأول أظهر والله تعالى أعلم .
تمت السورة بتوفيق الله عز وجل والصلاة والسلام على أول نور أشرق من شمس الأزل وبها والحمد لله تعالى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.