تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۚ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيۡنَا يُرۡجَعُونَ} (77)

ثم أمر رسوله بالصبر على أذاهم وتكذيبهم ، وأكَّدَ أن وعد الله له بهلاك الكافرين حق ، وسيأتيهم هذا العذاب إما في حياتك يا محمد أو حين يرجعون إلينا ،

أو نتوفينك قبل أن تراه ، { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } جميعا فنجازيهم بما كانوا يعملون .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۚ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيۡنَا يُرۡجَعُونَ} (77)

شرح الكلمات :

{ فاصبر إن وعد الله حق } : أي فاصبر يا رسولنا على دعوتهم متحملا أذاهم فإن وعد ربك بنصرك حق .

{ فإما نرينَّك بعض الذي نعدهم } : أي من العذاب في حياتك .

المعنى :

بعد تلك الدعوة الإِلهية للمشركين غلى الإِيمان والتوحيد والبعث والجزاء والتي تلوَّن فيها الأسلوب وتنوعت فيها العبارات والمعاني ، والمشركون يزدادون عتواً قال تعالى لرسوله آمراً إياه بالصبر على الاستمرار على دعوته متحملاً الأذى في سبيلها { فاصبر إن وعد الله حق } فيخبره بأن ما وعده به ربُّه حق وهو نصره عليهم وإظهار دعوة الحق ولو كره المشركون . وقوله { فإما نرينك بعض الذي نعدهم } أي من العذاب الدنيوي { أو نتوفينك } قبل ذلك { فإلينا يرجعون } فنعذبهم بأشد أنواع العذاب في جهنم ، وننعم عليك بجوارنا في دار الإِنعام والتكريم أنت والمؤمنون معك . هذا ما دلت عليه الآية الأولى ( 77 )

الهداية :

من الهداية :

- وجوب الصبر على دعوة الحق والعمل في ذلك إلى أن يحكم الله تعالى .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۚ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيۡنَا يُرۡجَعُونَ} (77)

قوله تعالى : { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ( 77 ) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ } .

يدعو الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أن يصبروا . فما من مؤمن إلا هو مدعوٌّ للصبر على البلاء والمكاره . والصبر خصلة عظيمة حميدة من خصال المؤمنين الذين يدعون الناس إلى منهج الإسلام الحق . وهو عدة المؤمنين المتقين ؛ إذ تنزل بهم النوائب وتجتاحهم المحن ويعتدي عليهم الظالمون والمجرمون . وههنا يخاطب الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم آمرا إياه بالصبر وهو قوله : { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } أي اصبر يا محمد على خصومة المشركين وإيذائهم لك وعلى تكذيبهم إياك فإن الله منجز لك ما وعدك من الغلبة والظهور عليهم وإنزال العقاب بهم في الدنيا والآخرة ، ووعد الله حق وصدق ولن يخلف الله وعده .

قوله : { فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } يعني إما { نُرِيَنَّكَ } في حياتك بعض الذي نعد هؤلاء المشركين من الانتقام أن يحل بهم . وما ، في قوله : { فَإِمَّا } زائدة على الشرط للتأكيد . والأصل : فإن نرك ولحقت بالفعل نون التوكيد { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } معطوف على { نُرِيَنَّكَ } أي نتوفينك قبل إنزال العقاب بهم { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } أي مصيرهم إلينا يوم القيامة وحينئذ نحكم بينك وبينهم بالحق ؛ إذ يكبكبون في النار ويكرمك الله في جنات النعيم .