سورة   غافر
 
السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۚ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيۡنَا يُرۡجَعُونَ} (77)

ولما زيف تعالى طريقة المجادلين في آيات الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر بقوله : { فاصبر } أي : على أذاهم بسبب المجادلة وغيرها { إن وعد الله } أي : الجامع لصفات الكمال { حق } أي : بنصرتك في الدارين فلا بد من وقوعه { فإما نرينك } قال الزمخشري : أصله فإن نرك وما مزيدة لتأكيد معنى الشرط ولذلك ألحقت النون بالفعل ألا تراك لا تقول : إن تكرمني أكرمك ولكن إما تكرمني أكرمك ، قال أبو حيان : وما ذكره من تلازم النون وما الزائدة ليس مذهب سيبويه إنما هو مذهب المبرد والزجاج ونص سيبويه على التخيير { بعض الذي نعدهم } به من العذاب في حياتك وجواب الشرط محذوف أي : فذاك { أو نتوفينك } أي : قبل تعذيبهم { فإلينا يرجعون } أي : فنعذبهم أشد العذاب فالجواب المذكور للمعطوف فقط .