تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{كَلَّآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ} (26)

التراقي : جمع ترقوة ، عظم في أعلى الصدر .

وبعد ذِكر أهوال القيامة ، ووصفِ سعادة السعداء وشقاوة الأشقياء ، بين أن للدنيا نهاية ، وأن الموتَ مصيرُ كل الناس . وأن الكافر أضاع الفرصةَ في الدنيا ،

فلا هو صدَّق بأوامر الدين ولا أدى فرائضه ، وبين أنه لا بدّ من الجزاء على صالح الأعمال وسيئها ، وإلا تساوى المطيع والعاصي ، وهذا خلافُ العدل ،

ولا يَليقُ بخالِق الكون العادل الحكيم . وأنه كما قَدر على الخلق الأول وأوجدَ الإنسانَ من منيّ يُمنَى ، فأهون عليه أن يُعيده خَلقاً كما قَدر على الخلق الأول وأوجدَ الإنسانَ من منيّ يُمنَى ، فأهون عليه أن يُعيده خَلقاً آخر .

{ كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ التراقي وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الفراق }

ازدجِروا وتنبهوا إلى مصيركم وارتدعوا عن حب الدنيا التي تفارقونها ، إذا بلغت الروح عظام النحر .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{كَلَّآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ} (26)

شرح الكلمات :

{ إذا بلغت } : أي النفس .

{ التراقي } : جمع ترقوة أي عظام الحلق .

/د26

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{كَلَّآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ} (26)

{ 26 - 40 } { كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ * فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى * أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى * ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى * أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى }

يعظ تعالى عباده بذكر حال المحتضر عند السياق{[1298]} ، وأنه إذا بلغت روحه التراقي ، وهي العظام المكتنفة لثغرة النحر ، فحينئذ يشتد الكرب ، ويطلب كل وسيلة وسبب ، يظن أن يحصل به الشفاء والراحة .


[1298]:- في ب: بذكر المحتضر حال السياق.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{كَلَّآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ} (26)

{ كلا إذا بلغت التراقي } يعني النفس بلغت عظام الحلق

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{كَلَّآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ} (26)

قوله تعالى : " كلا إذا بلغت التراقي " " كلا " ردع وزجر ، أي بعيد أن يؤمن الكافر بيوم القيامة ، ثم استأنف فقال : " إذا بلغت التراقي " أي بلغت النفس أو الروح التراقي ، فأخبر عما لم يجر له ذكر ، لعلم المخاطب به ، كقوله تعالى : " حتى توارت بالحجاب " [ ص : 32 ] وقوله تعالى : " فلولا إذا بلغت الحلقوم " [ الواقعة : 83 ] وقد تقدم{[15638]} . وقيل : " كلا " معناه حقا ، أي حقا أن المساق إلى الله " إذا بلغت التراقي " أي إذا ارتقت النفس إلى التراقي . وكان ابن عباس يقول : إذا بلغت نفس الكافر التراقي . والتراقي جمع ترقوة وهي العظام المكتنفة لنقرة النحر ، وهو مقدم الحلق من أعلى الصدر ، موضع الحشرجة ، قال دريد بن الصمة{[15639]} .

ورُبَّ عظيمةٍ دافعْتَ عنهُمْ *** وقد بلغت نفُوسُهُم التَّرَاقِي

وقد يكنى عن الإشفاء على الموت ببلوغ النفس التراقي ، والمقصود تذكيرهم شدة الحال عند نزول الموت .


[15638]:راجع جـ 15 ص 195 وجـ 17 ص 230.
[15639]:كذا في الأصول. والبيت لابنته عمرة من قصيدة لها ترثي بها أباها كما في شعراء النصرانية.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{كَلَّآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ} (26)

ولما ذكر محبتهم للعاجلة بالمضارع الدال على التجدد والاستمرار ، فاقتضى ذلك أنه حب غير منفك التجدد أصلاً ، أخبر{[70268]} أنه{[70269]} ينقطع عن{[70270]} هول المطلع مع-{[70271]} الدلالة على تمام القدرة ، وأنه لا يرد قضاؤه ، فقال رادعاً لمن يظن عدم انقطاعه : { كلا } أي لا يدوم هذا الحب بل لا بد أن ينقطع انقطاعاً قبيحاً جداً . ولما كان المحب للدنيا هو النفس ، أضمرها لذلك ولدلالة الكلام عليها-{[70272]} فقال ذاكراً ظرف ما أفهم حرف الردع تقديره من عدم المحبة : { إذا بلغت } أي النفس المقبلة على العاجلة بأمر محقق - بما أفهمته أداة التحقق { التراقي * } أي عظام أعالي الصدر ، جمع ترقوة وهي العظام التي حول الحلقوم عن يمين ثغرة النحر وشمالها بين الثغرة وبين العاتق ، ولكل إنسان ترقوتان ، وهو موضع الحشرجة ، لعله{[70273]} جمع المثنى إشارة إلى شدة انتشارها بغاية الجهد لما هي فيه من الكرب لاجتماعها من أقاصي{[70274]} البدن إلى هناك وضيق المجال عليها كأنها تريد أن تخرج من أدنى موضع يقرب منها ، وهذا{[70275]} كناية عن الإشفاء على الموت وما أحسن قول حاتم الطائي وأشد التئامه مع ما هنا من أمر الروح :

أماويّ ما يغني الثراء عن الفتى *** إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر


[70268]:من ظ و م، وفي الأصل: أخبره.
[70269]:زيد في الأصل: ذكر، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70270]:في ظ: عند.
[70271]:زيد من ظ و م.
[70272]:زيد من ظ.
[70273]:من ظ، وفي الأصل و م: له.
[70274]:من ظ و م، وفي الأصل: أفاصم.
[70275]:من ظ و م، وفي الأصل: هكذا.