قوله : { التَّرَاقِيَ } : مفعولُ " بَلَغَتْ " ، والفاعلُ مضمرٌ [ يعود ] على النفسِ ، وإنْ لم يَجْرِ لها ذِكْرٌ ، كقولِ حاتم :
أماوِيَّ ما يُغْنِي الثَّراءُ عن الفتى *** إذا حَشْرَجَتْ يوماً وضاقَ بها الصدرُ
أي : حَشْرَجَتِ النفسُ . وقيل في البيت : إنَّ الدالَّ على النفس ذِكْرُ جُمْلَةِ ما اشتملَ عليها ، وهو الغِنى ، فكذلك هنا ذِكْرُ الإِنسانِ دالٌّ على النفسِ . والتَّراقِي : جمع تَرْقُوَة ، أصلُها تَراقِوُ ، قُلِبَتْ واوُها ياءً لانكسار ما قبلها . والتَّرْقُوَة إحدى عِظامِ الصدرِ ، كذا قال الشيخ ، والمعروفُ غيرُ ذلك . قال الزمخشري : " ولكلِّ إنسانٍ تَرْقُوَتان " فعلى هذا تكونُ مِنْ باب : غليظِ الحواجب وعريضِ المناكب . والتراقِي : موضِعُ الحَشْرَجَةِ . قال :
ورُبَّ عظيمةٍ دافَعتُ عنها *** وقد بلغَتْ نفوسُهُمُ التراقِيْ
وقال الراغب : " التَّرْقُوَةُ عَظْمٌ وُصِلَ ما بين ثُغْرَةِ النحرِ والعاتِق " انتهى . وقال الزمخشري : " العِظامُ المكتنِفةُ لثُغْرَةِ النَّحْرِ عن يمينٍ وشِمالٍ " ووزنها فَعْلُوة ، فالتاءُ أصلٌ والواوُ زائدةٌ ، يَدُلُّ عليه إدخالُ أهل اللغةِ إياها في مادة " تَرَق " . وقال أبو البقاء : " والتراقي : جمع تَرْقُوَة " وهي فَعْلُوة ، وليست تَفْعُلَة ، إذ ليس في الكلام " رقو " ، وقُرِىء " التراقي " بسكونِ الياء ، وهي كقراءةِ زيدٍ " تُطْعِمون أهالِيْكم " [ المائدة : 89 ] وقد تقدَّم توجيهُها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.