فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَلَّآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ} (26)

{ كلا } ردع وزجر أي بعيد أن يؤمن الكافر بيوم القيامة ثم استأنف فقال { إذا بلغت } النفس أو الروح أي نفس المحتضر مؤمنا كان أو كافرا ، وإنما أضمرت وإن لم يجر لها ذكر لأن السياق يدل عليها { التراقي } جمع ترقوة وهي عظم بين ثغرة النحر والعاتق يمينا وشمالا ، ولكل إنسان ترقوتان ويكني ببلوغ النفس التراقي عن الإشفاء على الموت ، ومثله قوله تعالى { فلولا إذا بلغت الحلقوم } وقيل معنى كلا حقا أي حقا أن المساق إلى الله إذا بلغت التراقي ، والمقصود تذكيرهم بشدة الحال عند نزول الموت قال دريد بن الصمة :

ورب كريهة دافعت عنها وقد بلغت نفوسهم التراقي .