غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{كَلَّآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ} (26)

1

وحين وصف القيامة الكبرى أتبعه نعت القيامة الصغرى فروّعهم عن إيثار العاجلة على الآجلة . وذكرهم حالة الموت التي هي أول منزلة من منازل الآخرة . والضمير في { بلغت } للنفس لدلالة قرينة الحال والمقال كما في قوله { فلولا إذا بلغت الحلقوم } [ الواقعة :83 ] والتراقي العظام المكتنفة ثغرة النحر من الجانبين واحدها ترقوة ، والمراد زهوق الروح لأن متعلق النفس هو الروح الحيواني الذي منبعه القلب فإذا فارق المنبع لم يبق من آثاره في حواليه إلا قليل كما لو غارت العين لم يبق في نواحيها إلا أثر قليل من النداوة فيزول عن قرب .

/خ40