تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ} (14)

الساهرة : أرض المحشَر .

فإذا الناسُ كلّهم حضورٌ بأرض المحشر .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ} (14)

شرح الكلمات :

{ فإِذا هم بالساهرة } : أي بوجه الأرض أحياء سميت ساهرة لأن من عليها بها يسهر ولا ينام .

المعنى :

{ فإذا هم } أولئك المكذبون وغيرهم من سائر الخلق بالساهرة أي وجه الأرض وقيل فيها الساهرة لأن من عليها يومئذ لا ينامون بل يسهرون أبدا فرد تعالى بهذا على منكري البعث الآخر وقرره عز وجل بما لا مزيد عليه إعذارا وإنذارا ولا يهلك على الله إلا هالك .

/ذ1

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ} (14)

{ فإذا هم بالساهرة } يعني وجه الأرض بعد ما كانوا في بطنها

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ} (14)

" فإذا هم " أي الخلائق أجمعون " بالساهرة " أي على وجه الأرض ، بعد ما كانوا في بطنها . قال الفراء : سميت بهذا الاسم ؛ لأن فيها نوم الحيوان وسهرهم . والعرب تسمي الفلاة ووجه الأرض ساهرة ، بمعنى ذات سهر ؛ لأنه يسهر فيها خوفا منها ، فوصفها بصفة ما فيها ، واستدل ابن عباس والمفسرون بقول أمية ابن أبي الصلت :

وفيها لحمُ ساهرةٍ وبحرٌ *** وما فاهوا به لهُمُ مُقِيمُ

وقال آخر يوم ذي قار لفرسه :

أقدم مَحَاجِ إنها الأسَاوِرَهْ *** ولا يَهُولَنَّكَ رِجْل{[15772]} نادِرَهْ

فإنما قصرُكَ تُرْبُ السَّاهِرَهْ *** ثم تعودُ بعدَهَا في الحَافِرَهْ

من بعد ما صرت عظاما ناخره

وفي الصحاح . ويقال : الساهور : ظل الساهرة ، وهي وجه الأرض . ومنه قوله تعالى : " فإذا هم بالساهرة " ، قال أبو كبير الهذلي :

يَرْتَدْنَ ساهرةً كان جَمِيمُهَا *** وعَمِيمُهَا أَسْدَاف ليلٍ مُظْلِمِ{[15773]}

ويقال : الساهور : كالغلاف{[15774]} للقمر يدخل فيه إذا كسف ، وأنشدوا قول أمية بن أبي الصلت{[15775]} :

قمرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ

وأنشدوا لآخر في وصف امرأة :

كأنها عرقُ سامٍ عند ضارِبِهِ *** أو شُقَّةٌ{[15776]} خرجَتْ من جوفِ سَاهُورِ

يريد شقة القمر . وقيل : الساهرة : هي الأرض البيضاء . وروى الضحاك عن ابن عباس قال : أرض من فضة لم يعص الله جل ثناؤه عليها قط خلقها حينئذ . وقيل : أرض جددها الله يوم القيامة . وقيل : الساهرة اسم الأرض السابعة يأتي بها الله تعالى فيحاسب عليها الخلائق ، وذلك حين تبدل الأرض غير الأرض . وقال الثوري : الساهرة : أرض الشام . وهب بن منبه : جبل بيت المقدس . عثمان بن أبي العاتكة : إنه اسم مكان من الأرض بعينه ، بالشام ، وهو الصقع الذي بين جبل أريحاء وجبل حسان{[15777]} يمده الله كيف يشاء . قتادة : هي جهنم أي فإذا هؤلاء الكفار في جهنم . وإنما قيل لها ساهرة ؛ لأنهم لا ينامون عليها حينئذ . وقيل : الساهرة : بمعنى الصحراء على سفير جهنم ، أي يوقفون بأرض القيامة ، فيدوم السهر حينئذ . ويقال : الساهرة : الأرض البيضاء المستوية سميت بذلك ؛ لأن السراب يجري فيها من قولهم عين ساهرة : جارية الماء ، وفي ضدها : نائمة ، قال الأشعث بن قيس :

وساهرةٍ يُضحي السرابُ مُجَلِّلا *** لأقطارها قد جئتُهَا مُتَلَثِّمَا

أو لأن سالكها لا ينام خوف الهلكة .


[15772]:هذه الأبيات للهمداني يوم القادسية وقد تقدم ذكرها. محاج: اسم فرس الشاعر. وفي اللسان مادة "نخر" أقدم أخانهم. ولا تهولنك رءوس. وفي السمين: بادره.
[15773]:الجميم بالجيم: النبت الذي قد نبت وارتفع قليلا ولم يتم كل النمام، وللعميم المكتمل التام من النبت، والأسداف: جمع سدف بالتحريك، وهو ظلمة الليل.
[15774]:هذا كما تزعم العرب في الجاهلية.
[15775]:وصدر البيت : * لا نقص فيه غير أن خبيثة *
[15776]:كذا في نسخ الأصل التي بأيدينا. والذي في اللسان مادة "سهر": أو فلقة.
[15777]:ذكره الطبري أيضا.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ} (14)

{ فإذا هم } أي فتسبب عن هذه النفخة - وهي الثانية - أنهم فاجؤوا بغاية السرعة كونهم{[71379]} أحياء قائمين { بالساهرة * } أي-{[71380]} على ظهر-{[71381]} الأرض البيضاء المستوية الواسعة التي يجددها الله للجزاء فتكون سعتها كأنها قد ابتلعتهم على كثرتهم التي تفوت العد ، وتزيد على الحد ، سميت بذلك لأن الشراب يجري فيها من الساهرة وهي العين الجارية ، أو لأن{[71382]} سالكها يسهر خوفاً كما أن النوم يكون آمنة ، {[71383]}أو لأن{[71384]} هذه الأرض بالخصوص لا نوم فيها مع طول الوقوف وتقلب الصروف الموجبة للحتوف .


[71379]:من ظ و م، وفي الأصل: كأنهم.
[71380]:زيد من ظ و م.
[71381]:زيد من م.
[71382]:من ظ و م، وفي الأصل: أن.
[71383]:من ظ و م، وفي الأصل: وأن.
[71384]:من ظ و م، وفي الأصل: وأن.