تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ} (5)

الطاغية : هي صيحة العذاب والصاعقة التي تأخذ الظالمين .

فأهلكَ اللهُ ثمودَ بالصاعقة كما جَاءَ في سورة فصّلت { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فاستحبوا العمى عَلَى الهدى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ العذاب الهون بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ فصلت : 17 ] ، وهذا معنى الطاغية ، والرجفة كما جاء في سورة الأعراف . .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ} (5)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم أخبر الله تعالى عن عاد وثمود، فقال: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية} يقول: عذبوا بطغيانهم، والطغيان حملهم على تكذيب صالح النبي صلى الله عليه وسلم...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"فأمّا ثَمُودُ" قوم صالح، فأهلكهم الله بالطاغية. واختلف في معنى الطاغية التي أهلك الله بها ثمود أهل التأويل؛

فقال بعضهم: هي طغيانهم وكفرهم بالله...

وقال آخرون: بل معنى ذلك: فأهلكوا بالصيحة التي قد جاوزت مقادير الصياح وطغت عليها...

وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: فأُهلكوا بالصيحة الطاغية. وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب، لأن الله إنما أخبر عن ثمود بالمعنى الذي أهلكها به، كما أخبر عن عاد بالذي أهلكها به، فقال:"وأمّا عادٌ فأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ" ولو كان الخبر عن ثمود بالسبب الذي أهلكها من أجله، كان الخبر أيضا عن عاد كذلك، إذ كان ذلك في سياق واحد، وفي إتباعه ذلك بخبره عن عاد بأن هلاكها كان بالريح الدليل الواضح على أن إخباره عن ثمود إنما هو ما بينت...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

ثم بين ما نزل بعاد وثمود بالتكذيب بالقارعة، وهو قوله {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية} [{وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية}] فالطاغية والعاتية والرابية [الآية: 10] يمكن أن تجعل هذا كله صفة للعذاب الذي نزل بهم. وجائز أن يكون صفة للأحوال التي سبقت منهم، وكانوا عليها.

فإن كان هذا صفة العذاب، فالطغيان عبارة عن الشدة، والطاغي، هو العاتي الشديد، لا يراقب، ولا يتقي، فوصف العذاب الذي أرسله عليهم أنه لم يبق منهم أحدا، بل استأصلهم، وأهلكهم بجملتهم.

وقيل: ذلك العذاب، هو {الصاعقة} وقيل: {الصيحة} وسمي طاغية، ولم يقل: طاغ لهذا.

وقيل: اشتق هذا الاسم للعذاب من أفعال من عذب به، ليس أنه طاغية، لكن أخذ اسمه من فعل القوم كقوله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} [الشورى: 40] وقوله تعالى: {فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} [البقرة: 194] وإنما ذكر كله جزاء سيئاتهم.

ففيه تخويف لأهل مكة أنه سيهلكهم إن لم يهتدوا عن التكذيب كما أهلك أولئك.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما جمعهم في التكذيب، فصلهم في التعذيب لأجل ذلك التكذيب فقال: {فأما ثمود} وهم قوم صالح عليه السلام. ولما كان الهائل لهم لتقيدهم بالمحسوسات إنما هو العذاب، لا كونه من معين، بنى للمجهول قوله: {فأهلكوا} أي بأيسر أمر من أوامرنا {بالطاغية} أي الصيحة التي جاوزت الحد في الشدة فرجفت منها الأرض والقلوب...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وكان أخذهم بالصيحة كما سماها في غير موضع. أما هنا فهو يذكر وصف الصيحة دون لفظها.. (بالطاغية).. لأن هذا الوصف يفيض بالهول المناسب لجو السورة. ولأن إيقاع اللفظ يتفق مع إيقاع الفاصلة في هذا المقطع منها. ويكتفي بهذه الآية الواحدة تطوي ثمود طيا، وتغمرهم غمرا، وتعصف بهم عصفا، وتطغى عليهم فلا تبقي لهم ظلا!

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

ابتدئ بذكر ثمود لأن العذاب الذي أصابهم من قبيل القرع، إذ أصابتهم الصواعق المسماة في بعض الآيات بالصيحة. والطاغية: الصاعقة في قول ابن عباس وقتادة: نَزلت عليهم صاعقة أو صواعق فأهلكتهم، لأن منازل ثمود كانت في طريق أهل مكة إلى الشام في رحلتهم فهم يرونها، قال تعالى: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا} [النمل: 52]، ولأن الكلام على مهلك عاد أنسب فأخر لذلك أيضاً.

وإنما سميت الصاعقةُ أو الصيحة {بالطاغية} لأنها كانت متجاوزة الحال المتعارف في الشدة فشبه فعلها بفعل الطاغي المتجاوز الحد في العدوان والبطش.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ} (5)

{ فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية } أي الصيحة الطاغية وهي التي جاوزت المقدار

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ} (5)

ولما جمعهم في التكذيب ، فصلهم في التعذيب لأجل ذلك التكذيب فقال : { فأما ثمود } وهم قوم صالح عليه السلام .

ولما كان الهائل لهم لتقيدهم بالمحسوسات إنما هو العذاب ، لا كونه{[67879]} من معين ، بنى للمجهول قوله : { فأهلكوا } أي بأيسر أمر من أوامرنا { بالطاغية * } أي الصيحة التي جاوزت الحد في الشدة فرجفت منها الأرض والقلوب .


[67879]:- من ظ وم، وفي الأصل: بكونه.
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ} (5)

{ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ( 5 ) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ( 6 ) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ( 7 ) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ( 8 ) }

فأما ثمود فأهلكوا بالصيحة العظيمة التي جاوزت الحد في شدتها ،

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ} (5)

قوله : { فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية } أهلك الله ثمود ، قوم صالح بالطاغية وهي الصيحة الطاغية المجاوزة لحد الصيحات من الهول والشدة . وقيل : الطاغية معناها الصاعقة وقيل : بطغيانهم وكفرهم بآيات الله .