تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَوَالِدٖ وَمَا وَلَدَ} (3)

ووالدٍ وما ولد : كل والد ومولود من الإنسان والحيوان والنبات .

وأقسَم بكل والدٍ ومولودٍ من الإنسان وغيره ، لأن بهما حِفظَ النوع وبقاءَ العمران . وقد أقسم الله تعالى بوالدٍ وما ولد ليوجّه أنظارنا إلى رفعة هذا الطور من أطوار الوجود . وهو طورُ التوالد ، والى ما فيه من بالغِ الحكمة وإتقان الصنع ، وإلى ما يعانيه الوالدُ والمولود في ابتداء النشء ، وتكميلِ الناشئ وإبلاغِه حدَّ النمو المقدَّر له .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَوَالِدٖ وَمَا وَلَدَ} (3)

{ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } أي : آدم وذريته .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَوَالِدٖ وَمَا وَلَدَ} (3)

{ ووالد وما ولد } يعني آدم عليه السلام وذريته .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَوَالِدٖ وَمَا وَلَدَ} (3)

ولما أفهمت هذه الحال أن القسم إنما هو في الحقيقة به صلى الله عليه وسلم ، كرر الإقسام به على وجه يشمل غيره فقال : { ووالد } ولما كان المراد التعجيب من ابتداء الخلق بالتوليد من كل حيوان في جميع أمر التوليد ومما عليه الإنسان من النطق والبيان وغريب الفهم وكان السياق لذم أولي الأنفس الأمارة ، وكانوا هم أكثر الناس ، حسن التعبير بأداة ما لا يعقل لأنها من أدوات التعجيب فقال : { وما ولد * } أي من ذكر أو أنثى كائناً من كان ، فدخل كما مضى النبي صلى الله عليه وسلم فصار مقسماً به مراراً ، وكذا دخل أبواه إبراهيم وولده إسماعيل عليهما الصلاة والسلام وما صنعا وما صنع الله لهما بذلك البلد ، ومعلوم أن ذكر الصنعة تنبيه على صانعها ، فالمقصود القسم بمن جعل البلد على ما هو عليه من الجلال ، وخص النبي صلى الله عليه وسلم بما خصه به من الإرسال ، وفاوت بين المتوالدين في الخصال ، من النقص والكمال وسائر الأحوال ، تنبيهاً على ما له من الكمال بالجلال والجمال ، ولعله خص هذه الأشياء بالإقسام تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ، وتثبيتاً له على احتمال الأذى ، إشارة إلى أن من كان قد حكم عليه بأنه لا يزال في نكد ، كان الذي ينبغي له أن يختار أن يكون ذلك النكد فيما يرضي الله سبحانه وتعالى ، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مكة المشرفة في أعظم شدة مما يعانيه من أذى الكفار في نفسه وأصحابه رضي الله عنهم لعلو مقامه ، فإن شدة البلاء للأمثل فالأمثل كما مضى مع أمره صلى الله عليه وسلم بالصبر والصفح ، وكل والد ومولود في شدة بالوالدية والمولودية ، وغير ذلك مما لا يحصى من الأنكاد البشرية ، من حين هو نطفة في ظلمات ثلاث في ضيق ممر ومقر ثم ولادة وربط في تابوت وفطام عن الإلف والأهل ؟ من المؤدب والمعلم وتوبيخ من المشايخ ومعاندة من الأقران ، ومن يتسلط عليه من النسوان ، مع أنه عرضة للأمراض ، وسائر ما يكره من الأعراض والأغراض ، والفاقات والنوائب والآفات ، والمطالب والحاجات ، لا يحظى بهواه ، ولا يبلغ مناه ، ولا يدرك ما اجتباه ، ولا ينجو غالباً مما يخشاه ، وتفاصيل هذا الإجمال لا تحصى ، ولا حد لها فتستقصى ، إلى الموت وما بعده ، فلذلك كان المقسم عليه قوله : { لقد خلقنا }