والظاهر أن قوله : { ووالد وما ولد } ، لا يراد به معين ، بل ينطلق على كل والد .
وقال ابن عباس ذلك ، قال : هو على العموم يدخل فيه جميع الحيوان .
وقال أبو عمران الحوفي : إبراهيم عليه السلام وجميع ولده .
وقيل : ووالد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ولد إبراهيم عليه السلام .
وقال الطبري والماوردي : يحتمل أن يكون الوالد النبي صلى الله عليه وسلم لتقدم ذكره ، وما ولد أمته ، لقوله صلى الله عليه وسلم : « إنما أنا لكم بمنزلة الوالد » ولقراءة عبد الله : { وأزواجه أمهاتهم } وهو أب لهم ، فأقسم تعالى به وبأمته بعد أن أقسم ببلده ، مبالغة في شرفه عليه الصلاة والسلام .
وقال الزمخشري : فإن قلت : ما المراد بوالد وما ولد ؟ قلت : رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ولده .
أقسم ببلده الذي هو مسقط رأسه ، وحرم أبيه إبراهيم ، ومنشأ أبيه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام ، وبمن ولده وبه .
فإن قلت : لم نكر ؟ قلت : للإبهام المستقل بالمدح والتعجب .
فإن قلت : هلا قيل : ومن ولد ؟ قلت : فيه ما في قوله : { والله أعلم بما وضعت } أي بأي شيء وضعت ، يعني موضوعاً عجيب الشأن . انتهى .
وقال الفراء : وصلح ما للناس ، كقوله : { ما طاب لكم } { وما خلق الذكر والأنثى } وهو الخالق للذكر والأنثى . انتهى .
وقال ابن عباس وعكرمة وابن جبير : المراد بالوالد الذي يولد له ، وبما ولد العاقر الذي لا يولد له .
جعلوا ما نافية ، فتحتاج إلى تقدير موصول يصح به هذا المعنى ، كأنه قال : ووالد والذي ما ولد ، وإضمار الموصول لا يجوز عند البصريين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.